الاثنين، 23 يوليو 2012

الحافة 3: رمضان أحلى في السودان

كان في قديم الزمان بلد إسمه السودان ,,, بلد يقال أنها عاشت دائما على هامش الأحداث ، بلد وسعت كل من قدم إليها مهاجرا من قديم الزمان ، من مصريين و مماليك و رومان و إثيوبيين و عرب مسلمين و أتراك و إنجليز و و و و و ... لم تطرد أحد منهم يوما ما و لم تضق على من هم فيها ... والحياة على هامش الأحداث لو تعلمون تعني أن آهلي تلك البلاد مسالمون و ليسوا بأهل قتال أو دسائس أو حروب ..
كانت بلاد السودان شاسعة و سعتها في أصغر حالاتها كانت مليون ميل مربع ، أي نعم ... مليون كاااااااامل ، مليون ميل مربع ... و فيها خيرات كثيرة ... أنهار و جبال و وديان و غابات و صحاري و فيها أكبر ثروة حيوانية في المنطقة ، و فيها أكبر مزرعة مروية في افريقيا و الشرق الأوسط و فيها سكة حديد و فيها غذاء قيل أنه يكفي العالم.
حال هذه البلاد اليوم أشبه بقصة حزينة ترويها لنا الحبوبة و نحن صغار نتحلق حولها ننتظر منها النهاية السعيدة فكل حكايات الحبوبات لابد و أن تنتهي نهاية سعيدة ، ولا زلنا ننتظر النهاية السعيدة.
حال بلادي اليوم ، بلاد السودان ، هو الفقر و الجهل و الجوع و المرض و التضخم إن كنت تعرفون ماهو التضخم ، فلا نكاد نفيق من صفعة حتى يتبعها العصبة أولي البأس بصفعة أخرى حتى أننا ما عادت تؤلمنا الصفعات بل أمسينا نتراهن على قوة الصفعة القادمة و حدتها ، فنتساءل أي الأوتار سيضربون ، فأبناؤنا ما زالوا في المعتقلات و نحن نستقبل شهر رمضان المعظم و نساءنا ، جُلدنَ و أُغتصبنَ و كُسرت أيديهن و لم نحرك نحن أشباه الرجال ساكنا ، فرجالنا كما نقول ماتوا في كرري ، على أنني أشك أنه كان لدينا رجال في كرري ، فحسب علمي من ماتوا في كرري كانوا حفنة من المُغرر بهم ، ماتوا وهم يدافعون عن الخليفة و دعوة نبوة كاذبة ، مدعيها يكرّم حتى اليوم و ينعت بالبطل. حال البلاد اليوم هو صدارة الأحداث العالمية في أخبار الإرهاب و المقاطعات الإقتصادية و الكوارث الإنسانية ، صارت بلادي عنوانا للفشل و تصنف من أكثر الدول فسادا و نحن نتفرج عليها كما تفرج نيرون على روما وهي تحترق.
في توثيقنا لأحداث البلاد ننقل لكم اليوم أخبار الشتات و كيف أن عدونا ليس كما نحسبه ، فهو نمر من ورق يسترجل على النساء ، و قلوبهم شتى و نحن نحسبهم على قلب رجل واحد . و هنا أنا آتيكم بمثال واحد على شتاتهم و كيف انهم لا يدرون ما يقولون و يقولون مالا يفعلون .
كلكم الآن يعلم بالزيادات التي طرأت على أسعار الكهرباء التي تمت بليل كما هي عادتهم دائما ، يفعلون كل شيء تحت ستار الليل فهو درعهم الوحيد، إغتصبوا السلطة بليل ، يهجمون على داخليات البنات بالليل و حتى خصامهم فيما بينهم (مفاصلة رمضان الشهيرة) كان بليل . الزيادة تمت من غير أي إعلان مسبق ، لم يتم التنويه لها و لم يأتي أحد على ذكرها و حتى هذه اللحظات لم تتكرم علينا الحكومة الموقرة ( عفوا المستعبطة) بتفسير أو تبرير لهذه الزيادات. و كنت قد قرأت عن التسريبات بزيادة الأسعار على موقع الراكوبة الشهير لهم الشكر و هم منبر للصحافة الحرة رغم إختلافنا معهم في كثير مما ينشروا إلا أنهم و الحق يقال منبر لحرية الرأي في أسافير بلادي ، فبعد أن قرأت خبر التفسير تساءلت على صفحتي في الفيسبوك عن صحة الخبر و لم إجد إجابة شافية بالأمس ، على أنني صحوت اليوم لأجد شقيقي ينشر صورة لفاتورة كهرباء قد اشتراها بنفسه لمنزله و عليها تبيان للأسعار و ذكر كيف أنه بنفس المبلغ (300 ألف) كان في السابق يشتري 1200 كيلو وات و الآن بالكاد تحصل على 842 كيلو وات و أنه سيحتاج لمبلغ 700 ألف ليشتري نفس الكمية السابقة . و منزل أخي هذا يعيش فيه هو و زوجته فقط . فبالله عليك تخيل معي يا رعاك الله كيف سيعيش من لديه أسرة من ستة أفراد !!؟؟


الصورة اعلاه توضح لك يا هداك الله الفاتورة مكان النقاش ، إلا و أنني لم يكن هذا ما أدهشني بقدر ما سأرويه لك في الأسطر القادمة فاعرني اهتمامك لترى كيف تدار بلادك و كيف يتم الضحك عليك ..

حسنا من منكم لم يسمع بالجيش الإلكتروني للدفاع عن السودان ؟؟ طبعا أكيد جميعكم تعرفونه .. فأنا صراحة من كبار المعجبين بهذا الجيش و لا يكاد يمر يوم لا تجدني أزور صفحتهم حتى أضحك قليلا و اتندر و كنت على جهل مني أحسب أنهم لهم قيادة و يتبعون لجهاز الأمن أو جهة ما متغلغلة في أوساط العصابة الحاكمة و تمدهم بالمعلومات الدقيقة جدا حتى يتمكنوا من الدفاع عن البلاد ضد من يقولون عنهم خونة وعملاء ، كما انني على نفس جهلي كنت أحسب أن حدثا مثل زيادة أسعار الكهرباء لا بد و أن يتجهز له جيشنا الإلكتروني الهمام بالعدة و العتاد لرد جحافل المخربين الإلكترونيين الذين لا بد و أن يستغلوا مثل هذا الحدث لاستثارة المواطن الذي مات قلبه و ما عاد يحرك فيه محرك. 
بيد أني بلغت مني الدهشة مبلغها و انا الذي حسبت أنني فارقتها في عهد العصبة أولي البأس ، فقد وجدت نفس الصورة التي نشرها أخي على صفحة الجيش الإلكتروني و معنونة بـ "عااااااااااااااااااااااااااجل" و اتبعوا عاجل بكثير من الخطرفات كما هي عادتهم دوما ، توقفت قليلا لأتفهم ما وراء هذه الصورة !!!! يا الله ! إن جنود جيشهم نفسهم لا يعلمون شيئا عن الزيادات و يبدو أنهم على جهلهم و عبطهم فعلا كالنعاج يقادون !! حسنا أترك لكم الصورة لتتحدث يا أعزائي ...

ما وراء هذه الصورة الكثير الكثير ، فقط لو نعقل و نقف قليلا لنقرأ و نستنتج : إنهم لا يعلمون ما يفعلون ... قلوبهم شتى و بلغ منهم الجهد مبلغه ... قليل من الطرق و سنسترد بلاد السودان ...
على صعيد آخر كانت هناك وقفة اليوم أمام مجمع محاكم الحاج يوسف لدعم المعتقلين ، قام الرباطة بعدها بالهجوم على الحضور و اعتقلوا عدد منهم " خالد عمر ، صلاح نادر و عمر عشاري" ...



كما قاموا بالإعتداء على الدكتورة سارة حسبو التي ما فعلت شيئا سوى أنها مدت يدها لتحية المفرج عنهم فقاموا بكسر يدها ...



بالله عليكم رجل يضرب إمرأة لا تحمل شيئا و يكسر يدها .. ماهو حكمكم ؟؟

أخيرا و ليس آخرا أترككم مع الحديث الشريف : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر" حديث صحيح ...


هناك 7 تعليقات:

  1. لا فض فوك يا مصطفى.....

    ردحذف
  2. اؤيد بقوة صدعك بالحق في مقالك الرصين لكن لم تخبرنا صديقي فيم تختلف مع موقع الراكوبة الشيق جدا الا اذا سبب شخصي ثم يا مصطفى صدقني خرجنا مرات عديدة ومنها وقفة جهاز الامن لم نجد تجاوبا من الناس هذا ما احزنني وجعلني اتساءل هل المواطن السوداني بهذه الدرجة من الغيبوبة

    ام لا بالاة حد الذهول والعبط لا ادري كيف لمواطن واعي مثقف لا يحرك ساكن ثم من ناحية الفقهية وحديث ع

    ردحذف
  3. اشكر أسماء و مصعب على التفاعل ...
    والله يا مصعب لا زلنا نحاول تشخيص الحالة السودانية ، أعتقد والله أعلم أنها تتراوح بين الخوف من المجهول و بين التغييب و التغسيل الدماغي الذي تمارسه أجهزة إعلام الحكومة و لا ننسى علماء السلطان و دورهم في اللعب بالعقول ...
    وفقنا الله فيما نصبو إليه.

    ردحذف
  4. عارف يا مصطفى... المشكله ابدا ما انو يزيدو الكهربا ولا يزيدوها كم لانو اساس الوضع ما محتاج كهربه كن على الجوى السخانه في الجوف بقت تكتل و كان على الضو ... عشان نشوف شي ... اصلا نافي شي جميل يستاهل يشوفو لانو الزول بقا يرجع باليل و اخر يكون ما شاف عاشن البجيبو ليه بس ياكلو و خلاص و لو عشان التلاجات فا الطماطم بقت بي 25000 اعتقد التلاجان فاضيه و المويه قاطعه... هذا في عموم بلاد الا من رحم ربي او كام جمبهم زول مسعول...
    و الاهما من كدا... انو الشعب بقى ماعندو اي مشكله هم يعملو شنو ...(احسن الكعبين) الناس ديل.... و دي طبعا اجابت عموم شعب بلادي برضو...لكن لكل ظالم يوم و الله في و الناس الكويسه في عسى ربنا يجيب لي كل ظالم من الامراض في بدنه لا يلقا ليها علاج لا يلقا ليها مسكن... اميييييين

    ردحذف
  5. والله يا ابراهيم اول حاجة مشكور على التفاعل ً، و تاني حاكة انا بقول ااااميييييييين و ربنا يسمع منك.
    انا شخصيا قررت اكتب ،كل ما اقدر حا اكتب و دة في راي احسن لي من انو اقعد ساكت..

    ردحذف
  6. اكتب عليك الله ... اكتب قدر ما تقدر و اتفشا ما تبقى كاتم و تتعب نفسك و خلينا نتفشا او نتمغس معاك

    ردحذف